استحالة الاعتماد على نظام ديني

TT

> تعقيبا على مقال صافي ناز كاظم «عام التطاول اللاديني على الإسلام»، المنشور بتاريخ 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أقول: إن على الكاتبة أن تلحظ أنها تكتب مقالها بمناسبة حلول سنة 2011! وأنا أسألها إن كانت تعلم مثل كثيرين، تاريخ هذا اليوم بالتقويم الإسلامي؟! أغلب الظن أن معظم المسلمين لا يعرفون، بل ولا تعتمد أغلب الدول الإسلامية التقويم الهجري، وإن فعلت جاء مقرونا بالتأريخ الميلادي، وتلك دلالة على أن أغلب ما ورد في المقال كان كلاما عاطفيا يغلب عليه الطابع الإنشائي غير الواقعي. فنحن الآن، نسير على مراحل مرت بها الحضارة الغربية، التي لم نعد قادرين على اللحاق بها، أي إننا الآن نعيش المرحلة التي مرت بها الدول الغربية في صراعها مع الكنيسة وتحررها من سلطة رجال الدين، وانطلاقها في دنيا التقدم والتطور الذي قدم أكبر الخدمات للإنسان والإنسانية. وكي لا نبعد كثيرا، ها هي تركيا تقدم لنا المثال. ويمكن لأي إنسان أن يقارن بكل تجرد وواقعية وإخلاص بينها اليوم، وهي التي تطلب بكل واقعية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وبين تركيا ما قبل أتاتورك، ليجد كم أفاد نظام أتاتورك الإنسان والأمة التركيين والحضارة الإنسانية ككل. لا يمكن لأي دولة في عالم اليوم، أن تتقدم وتتطور اعتمادا على نظام ديني، خاصة مع تفشي الطائفية وانتشارها. ومن يرد حل مشكلاته، عليه أن يواجهها بواقعية، بدلا من الهرب من الحقيقة، وشن حرب دونكيشوتية ضد طواحين الهواء.

مازن الشيخ [email protected]