أفضل من وحدة قسرية تؤدي إلى الاقتتال

TT

> تعقيبا على مقال صالح القلاب «السودان.. انفصال بإحسان خير من وحدة بالعنف والقوة!»، المنشور بتاريخ 6 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: نعم، وألف نعم، إن انفصالا بإحسان خير من وحدة بالعنف والقوة! لأننا ظللنا، وحتى قبل أن يُعلن استقلالنا عام 1956، نكتوي بنيران حرب مجنونة بدأت في 1955، ولم يكن المستعمر البريطاني قد خرج من السودان بعد. وقد أكلت هذه الحرب في طريقها عبر السنين، أخضر الشمال والجنوب ويابسيهما. ولم تستطع كل القوى الوطنية، التي حكمت السودان بعد الاستقلال، إيجاد حل ناجز لهذه المشكلة، بل راحت كل حكومة تُرحِّل هذه المشكلة للحكومة التي تليها، حتى أتت حكومة الإنقاذ، وسارت على طريق الحكومات التي سبقتها في سنواتها الأولى، ولكنها عادت واعترفت بشجاعة، بأن الوحدة القسرية فشلت، ولا يمكن لأبناء الشمال والجنوب أن يتقاتلوا إلى ما لا نهاية. كما اعترفت بالفوارق بين شطري السودان، وطرحت حلا ديمقراطيا، تضمَّن الرجوع لأهل الجنوب نفسه، ومنحهم حق تقرير مصيرهم بأنفسهم وحدة أو انفصالا. كما سبقت كل القوى السياسية في السودان حكومة الإنقاذ ووقعت اتفاقية منفصلة مع الحركة الشعبية بأسمرة عام 1995، اعترفت فيها بحق الجنوب في تقرير مصيره. ولهذا يأتي منح الجنوب تقرير مصيره مُجمعا عليه من كل القوى الحاكمة والمعارضة، وبهدف حسم هذا الأمر الذي أقعد السودان شمالا وجنوبا منذ الاستقلال.

فيصل الغالي - الإمارات [email protected]