ثورة أم حركة إصلاح

TT

> تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «تونس.. الثورة العربية الأولى»، المنشور بتاريخ 16 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: إن مآل الحدث التونسي في الفترة المقبلة، هو الذي سيحدد ما إذا كان يحمل مضمونا ثوريا أم أن ما جرى هو حركة إصلاحية تستهدف إدخال بعض الإصلاحات على النظام القائم. إذا أخذنا بالاعتبار أن السلطة انتقلت من الرئيس السابق بن علي إلى رئيس برلمانه، وطبقا لبنود دستور يعود إلى عهده، نكون ما زلنا حتى الآن، في إطار الفعل الإصلاحي وليس الثوري. ففي العادة، تكون الثورة ثورة حقيقية وفقا لمضمونها وعمق تأثيرها على الوضع القائم، وليس بحكم شعبيتها أو من قام بها، أو لأنها أسقطت رئيس دولة. وبهذا المعنى قد يتحول انقلاب عسكري إلى ثورة، إذا جاء بمضمون ثوري وأحدث تغييرات حقيقية في بنية النظام الذي أطاحه. «انقلاب» 1952 في مصر كان من هذا النموذج الثوري. بدأ انقلابا على سلطة الملك، ثم على النظام الملكي نفسه، ثم على النظام الاجتماعي الراسخ تاريخيا (الإقطاع)، ثم على كل شيء آخر صادفه. هذه ثورة ما كان الانقلاب العسكري إلا فصلها الافتتاحي الأول.

عادل أحمد [email protected]