> تعقيبا على مقال عادل درويش «ومضية تونس بين المستحرقين والمعلقين»، المنشور بتاريخ 22 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: من المخالف أن نذهب إلى طبيب بريطاني نفساني للنظر في قضايانا النفسية أو ما شابه، فهذا على الكاتب وليس له، لأن الطبيب سوف يفسر له ما حصل لليهود في المحرقة (الهولوكوست) وما سبقها بآلاف السنين لليهود من قبل الرومان. سوف يبرر كل هذا ويفسره بالعمل البطولي والإقدام بدلا من الذل والاستسلام. لكن هل يفسر لنا هذا الطبيب وأمثاله من أجبر شباب الأمة على حرق أنفسهم؟ أليس الغرب هو من حكم ويحكم كل شيء فينا، يحرق كما يشاء، إن كان ذلك مباشرة كما في العراق أو أفغانستان، أو غير مباشر عن طريق أعوانه في المنطقة وعلى رأسهم إسرائيل؟ الأمر الآخر، هل كان أحد يتوقع ما حصل في تونس؟ من غير الصحيح القول إن البعض حرق نفسه تقليدا في بعض الدول العربية، بل لأن عقله الباطني والخارجي قد يئسا من الكلام ومن الحكومات، فهو جرب كل شيء ولم يحصل على نتيجة.
أبو سامي السبعاوي - ألمانيا [email protected]