الثورة التونسية.. إلى أين؟

TT

> تعقيبا على مقال سامي كوهين «ثورة تونس لا تزال في المهد»، المنشور بتاريخ 22 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: الانتفاضة التونسية لا تزال في بداية الطريق، مما يعنى أن حالة النشوة التي اعترت البعض لا مبرر لها عمليا. لقد عبر الشعب عن غضبه بقوة أطاحت بالحاكم، لكن نظام الحكم ذاته لا يزال قائما وممسكا بزمام الأمور رغم تواصل المظاهرات. ويبدو واضحا أن هناك سعيا قويا دوليا وإقليميا ومحليا لترويض غضب الشعب ومن ثم احتوائه والسيطرة عليه، ربما لكي ينتهي إلى عكس أهدافه، حتى وإن حدث اختلاف في صورة الحكم. بدأت الانتفاضة، شعبية خالصة كما بدا، ولم تكن هناك قوة شعبية منظمة وراءها أو بادرت إلى الإمساك بزمامها وتوجيهها. وهذه نقطة ضعف خطيرة في أي تحرك شعبي يسعى إلى تغيير عميق في فلسفة الحكم أو في طبيعته. وما لم تتمكن الانتفاضة من تطوير بنية سياسية منظمة توجهها وتقودها نحو أهدافها وفى وقت غير طويل، أو إذا لم يتصد تيار سياسي قائم بمباركة شعبية لقيادة الانتفاضة نحو توجهاتها الشعبية، ستبقى احتمالات ترويضها ثم تصفيتها قائمة بقوة.

جلال الدين حبيب - مصر [email protected]