ديمقراطية بحسب اتجاه الريح

TT

> تعقيبا على مقال طارق الحميد «الحفرة اللبنانية»، المنشور بتاريخ 22 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: عندما تحتضر الدولة المدنية وتعبث بها الأطراف المتناحرة في الحكم على أساس طائفي، يتعذر حل أي من القضايا المصيرية، ولبنان مثال حي لدولة كانت تنعم بالحرية والديمقراطية، وتحولت إلى أطلال ليس فيها من الحرية أو الديمقراطية شيء. ومصير لبنان هو مصير الدول نفسها التي تتغاضى عن التيارات الدينية السياسية، لأن تلك التيارات لا ترى إلا نفسها، ولا تستطيع أن تقنع نفسها أو تابعيها بأن هناك تيارا آخر يتناقض مع أيديولوجيتها يمكن أن يكون على صواب، لأن معنى ذلك أن التيار الأول على خطأ. وعندما يكون هناك فريق مستعد لتغيير توجهاته تبعا لحرارة الجو، أو تغير اتجاه الريح، وبنسبة 180 درجة، يتحول الأمر إلى كوميديا سوداء. وليس ذلك بسياسة، إذ يجري تحويل الجد إلى هزل. لذلك دعوا اللبنانيين يواجهون مشكلاتهم بأنفسهم، فسواء تدخل الآخرون أو لم يتدخلوا، فلن تحل الأزمة لسبب بسيط، هو أنه لا توجد دولة ولا حكومة بالمعنى الفعلي، بل فرقاء لا ينتمون لبلادهم بل إلى جهات أخرى لا تعترف بالدولة.

د. ماهر حبيب - كندا [email protected]