هكذا فعل رؤساء مصر

TT

> تعقيبا على مقال علي سالم «التحرير: المكان والماكينة»، المنشور بتاريخ 13 فبراير (شباط) الحالي، أقول: إن مصر بلد الصعايدة والفلاحين والنوبيين. مصر خليط من أعراق مختلفة منها تشكلت ثقافتها. مصر لا تتنكر لأبنائها. عبد الناصر أعطى أذنه لحاشيته فكانت النكسة، ومع هذا فصوره لم تزل معلقة على جدران بيوتنا حتى الآن. أما السادات فقد أدرك أن استمرار الوزير، أيّ وزير، فترة طويلة في منصبه يعطيه قوة ونفوذا. ولأن للسادات تجربة مع مراكز القوى فقد كان يغير وزراءه دائما. وأما مبارك فقد ورث حكم مصر وقد تحررت سيناء وتمت تقوية البنية الأساسية في البلاد وبدأت تؤتي ثمارها، فكل المشاريع الضخمة كانت قد بدأت في عصر السادات، مثل المدن الجديدة، ومترو الأنفاق. لكن مبارك أعطى أذنه لمن حوله، ولم ينزل إلى الشعب، ولم يهتم بما يكتب في صحف المعارضة لأن مستشاريه كانوا ينقلون له صورة غير حقيقية. لم يكن أي من الرؤساء الثلاثة، عبد الناصر والسادات ومبارك، خائنا، لكن البطانات في عهودهم غالبا ما كانت فاسدة. وأدى طول فترة حكم مبارك غير المسبوق في مصر الحديثة إلى انتشار الفساد في كل مرافق الدولة، لأن هناك فئة كانت تستفيد من استشرائه. شخصيا تمنيت لو خرج مبارك من الحكم بطريقة كريمة، والآن وقد خرج أتمنى أن لا نهيل على وطنيته التراب.

يحيى صابر شريف (مصري) [email protected]