الثورة.. صناعة محلية صرفة

TT

* تعقيبا على مقال صالح القلاب «هل الشرق الأوسط بات يواجه (لعبة أمم) جديدة؟!»، المنشور بتاريخ 17 فبراير (شباط) الحالي، أقول: الأميركيون كانت لهم حساباتهم الدقيقة، فهم لم يرغبوا في الظهور بمظهر من يدخل لعدم إزعاج أصدقائهم في المنطقة عبر الظهور بمظهر المتخلي عن الصديق، وفى نفس الوقت عدم الظهور بمظهر الحائل دون الثورة الديمقراطية في حال انتصار الثوار حتى لا يخسروا لاحقا دولة كبيرة مثل مصر كما حدث في إيران سابقا؛ ومن هنا حاولوا دفع النظام لسلك سيناريو الإصلاح من داخله، لكن النظام كان بطيئا، وكان الشارع يضاعف سقفه مع كل رد فعل بطيء للحكم. الأميركيون رغبوا في السيناريو الذي حدده خطاب مبارك الأخير، لكن الشارع أصر على سقفه العالي وتحدى الحكم، واضطر الجيش الذي خشي من انفلات الأمور أن يدفع الرئيس للقبول بمطلب الشعب وهذا فاجأ الأميركيين تماما. الأميركيون لم يحركوا الثورة؛ حاولوا فقط ضبط إيقاعها ولم يقدروا، لأنهم أمسكوا العصا من الوسط فهاجمهم الحكم الذي بدأ يتحدث عن رفضه للتدخلات الخارجية والإملاءات وخلافهما. وبالتالي فالثورة صناعة محلية صرفة لا بصمات أميركية فيها وأيضا لا بصمات إيرانية رغم وجود «الإخوان» ضمن مكوناتها.

صلاح صابر - مصر [email protected]