روح الجسارة والتضحية.. كفيلة بحل كل الأزمات

TT

> تعقيبا على خبر «كردستان: مشاورات مكثفة لإعداد مشروع إصلاح سياسي.. ودعوات لاستقالة الحكومة»، المنشور بتاريخ 23 فبراير (شباط) الحالي، أقول: مشاكل كردستان التي تفجرت بقوة مؤخرا، والتي كان انفجارها المحتوم والمتوقع مرتبطا بعامل الزمن فحسب ومن دون انطلاقة الثورة التونسية، بسبب كونها حصيلة وتراكمات المسيرة الطويلة للسياسات المضرة التي مارستها – ولا تزال - القوى المهيمنة في كردستان خلال العقود المنصرمة. وعليه فإن حلم إيجاد حلول ناضجة لتلك المشاكل المتعددة الوجوه والتأثيرات، وكفيلة بتأمين التعايش السلمي بين التناقضات الكردستانية أولا وبإنجاح التجربة الديمقراطية الوليدة والحفاظ على المكتسبات المتحققة ثانيا، لا يمكن تحقيقه بعدة مظاهرات أو بيانات عاجلة أو اجتماعات حكومية وحزبية طارئة، بل تستلزم باعتقادي توفر شروط موضوعية ومتجددة، وروح الجسارة والتضحية الحزبية لدى كافة القوى السياسية - وخصوصا المهيمنة - والعمل المخلص (بعقلية) متطورة ترتقي إلى مستوى التحديات. إن عملية الصلاح والإصلاح تبدأ بإبطال ما تسمى بالاتفاقية الاستراتيجية الغامضة بين الحزبين المهيمنين، أو على الأقل وضع سقف زمني محدود لها. لأن مساوئ هذه الاتفاقية - على المدى البعيد - أكثر من محاسنها. اللهم احفظ كردستان وسائر بلاد المسلمين من كل سوء.

عباس شريف زنكنه - ألمانيا [email protected]