وداعا صديقي معمر

TT

> تعقيبا على خبر «عبد الرحمن شلقم.. صديق طفولة القذافي»، المنشور بتاريخ 27 فبراير (شباط) الماضي، أقول: إن شلقم ليس آخر العنقود في الكوكبة المحيطة بالزعامات التي تكبر ثم تبتعد إلى خارج دائرة الضوء المباشر في بلدانها. وقصة الرجل، لتداخلها والتعقيدات المحيطة بها، تشبه قصصا أخرى في العالم العربي، لكن يمكن أن يكون التحول السريع في مواقف السياسي الليبي عنصر الاختلاف الرئيسي فيها. ولعل الأهم في هذه القصة هو كون شلقم اتخذ قرار التخلي عن صديقه في الوقت الأكثر ملاءمة له، وربما لمستقبل ما قد يكون متبقيا له، في ميدان العمل السياسي المباشر. فقبله اختلف كثيرون مع رفاق دربهم وانفصلوا، غير أن الحظ أو سوء الاختيار جانبهم في اللحظات الأكثر حسما، فعادوا إلى حيث كانوا، ودفعوا ثمن الجرائم والأخطاء إلى حيث كان يتعين الدفع. وباستثناء التفاصيل في العلاقة الإنسانية وقرابة الدم التي ربطت بين برزان وشقيقه من أمه صدام حسين، فإن قصتهما مع السياسة وتقلباتها متشابهة إلى حد ما مع ما حدث لصديق القذافي الصدوق. بقي برزان بعيدا عن صدام عشر سنوات بسبب السياسة وتفاعلاتها، لكنهما التقيا في لحظة لم يكن أحد يتوقعها، فقبرا في مكان واحد وفي وقت متقارب. شلقم لم يكن بريئا مما حدث للشعب الليبي ولا منزها أبدا.

حسن آل بلال - برلين - ألمانيا [email protected]