الأمن كتركة وحيدة

TT

* تعقيبا على مقال سمير عطا الله «خاطرة»، المنشور بتاريخ 7 أبريل (نيسان) الحالي، أقول: كمصريين نحن من ذاق مرارة عهد حسني مبارك، وندرك جيدا ما افتقدناه. ونحن شعب متسامح. خلال الثلاثين عاما الماضية، كان باستطاعة مصر أن تسبق الهند والبرازيل. لكن للأسف، كان نصف الشعب في سجن كبير، والنصف الآخر شرد خارج البلاد. وليس أصعب على النفس من أن تشعر بالغربة والاغتراب والانقباض، بمجرد هبوطك في المطار الدولي في وطنك. وليس أقسى على كرامة البشر من أن يحكمهم ويتحكم فيهم، شخص معروف بالبطء والعناد. إذا كانت الأقدار قد ساقت مبارك ليقود القوات الجوية يوما ما، فالسجلات وحدها تشهد بأن أهلنا هم شهداء الوطن، بينما ما زال هو حيا يرزق. صدام حسين بكل فظاعته، بنى نظاما تعليميا وطبيا يفخر به العراقيون. وفيدل كاسترو، رغم معاناته المرضية ومشاكله الصحية، لم يغادر كوبا للعلاج في الخارج كما يفعل مبارك وحاشيته. بعد ثلاثين سنة من الحكم، لم يخلف لنا مبارك ما يخلده سوى جهاز أمن الدولة المنحل.

د. عامر شطا (أستاذ طب الأطفال) - كندا [email protected]