ديمقراطية بمواصفات حضارتنا

TT

> تعقيبا على مقال علي سالم «هذا عصر زوال الديكتاتوريات»، المنشور بتاريخ 1 مايو (أيار) الحالي، أقول: يكون التحليل جميلا دائما، عندما يؤخذ فيه البعد التاريخي اللازم ويوضع في سياق التطور، ابتداء من نقطة تاريخية ما. هذه النقطة الزمنية، لنقُل: التي قد نعتبرها بداية لتاريخنا المعاصر، مهمة، وحسب اختيارها تكون التحليلات مختلفة. علي سالم أخذ الحرب العالمية الثانية، والبعض يأخذ سقوط الخلافة العثمانية أو حملة نابليون على مصر. أوافق الكاتب في أننا استلهمنا الأنظمة الديكتاتورية من الغرب - الفاشي النازي - ثم الشرق، على الرغم من أنها كانت إلى سقوط أو بعد أن سقطت في بلادها الأصلية. وها نحن اليوم، نبدأ أولى خطى الديمقراطية الحقيقية في مصر وتونس، بينما بدأت بوادر الهشاشة في الأنظمة الديمقراطية العريقة نفسها، فهل نبدأ من حيث بدأوا أم من حيث انتهوا؟ لا نجادل في أن النظم الديمقراطية والقيم التي نشرتها، من أقل الأنظمة سوءا، كما يقول أصحابها. لكن يجب أن يكون دخولنا فرصة لتخصيص تجربتنا نحن، المستلهمة أولا من هويتنا الحضارية. وثانيا من خلاصة التجارب الديمقراطية الماثلة أمام أعيننا بمحاسنها ومساوئها، وما أكثرها. أما النظام السوري فيلعب في الوقت الضائع، ومن المفزع أن نتصور نجاحه في قمع الشعب السوري.

رامي نابلسي - فرنسا [email protected]