أين العرب من سوريا؟

TT

> تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «حتى لا يأكلوا في درعا القطط والكلاب»، المنشور بتاريخ 1 مايو (أيار) الحالي، أقول: إن النظام السوري فقد شرعيته منذ زمن طويل، يعود إلى بداية عرض مسرحية تعديل الدستور في مجلس الشعب، بعد وفاة الأسد الأب، وتفصيل هذا الدستور على مقاس بشار الابن. اليوم يسقط قناع هذا النظام بطريقة فاضحة، وقد استغنت عنه كل الأنظمة الأوروبية والغربية عموما، كما استغنى عنه الشعب السوري أيضا، على الرغم مما نسمعه من أبواق النظام؛ فهؤلاء مغلوبون على أمرهم، أو هم مستفيدون فعلا من بقاء هذا النظام. لكن، أليس من حقنا أن نسأل في هذه الظروف عن جامعة الدول العربية وعن الحكام العرب الذين لم نسمع منهم كلمة واحدة حول ما يجري في سوريا؟ لو سقط عدد من الضحايا في أقصى الولايات المتحدة نتيجة زلزال أو إعصار، لسمعنا بيانات من هنا وهناك تقدم التعازي لأسر الضحايا، وترسل لها المعونات والمساعدات. أما في درعا المحاصرة، التي تعيش بلا ماء أو كهرباء، أو اتصالات بالخارج، ولا توجد فيها أغذية للأطفال، وجثث أبنائها في شوارعها، وفي ثلاجات الخضار، فلم نسمع كلمة أو حرفا من مسؤول عربي بشأنها.

آدم كبه - النمسا [email protected]