الأقلية دائما هي الضحية

TT

* تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «تخويف المسيحيين في سوريا»، المنشور بتاريخ 28 مايو (أيار) الحالي، أقول: الأقلية المسيحية في الشرق الأوسط ضحية، سواء أكان النظام ديكتاتوريا أم ديمقراطيا؛ لأن النظام الديكتاتوري يستغلهم للمتاجرة بهم بأنه يحميهم من المتطرفين ويعمل على استدرار عطف الغرب لمساندة نظامه، أما إذا كان النظام ديمقراطيا فهم ضحية الأغلبية؛ لأنها تسعى إلى تحقيق نظام ديني نتيجة الأمية السياسية، فتكون الممارسة الديمقراطية مبنية على أساس ديني؛ لأن الدين يمثل عاملا مهما جدا في حياة شعوبنا، وعليه ستظل الأقليات المسيحية ألعوبة في يد السياسيين ما دام هناك إصرار على عدم فصل الدين عن الدولة وتصوير العلمانية على أنها كفر وخروج عن الدين. ولو حدث هذا الفصل، وهو ما أستبعده، عندها ستندمج الأقليات مع الأغلبية ويصير الجميع متساوين في الحقوق والواجبات ولا يحتاج الفرد لذكر دينه في أي من التعاملات على أساس أن الدين علاقة بين الله والإنسان، وكذلك لن تتفضل الأغلبية بالتباهي بأن من واجباتها حماية الأقلية في اعتداء صارخ على حق الدولة في حماية الجميع سواء أكانوا أقليات أم أغلبية.

د. ماهر حبيب - كندا [email protected]