إنها السياسة يا سادة

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «الإسرائيليون في إيران!»، المنشور بتاريخ 1 يونيو (حزيران) الحالي، أقول: إنها السياسة يا سيدي، ما يقال في الغرفة المغلقة غير الذي يقال خارجها، وقد جربنا ذلك كثيرا. وفي حقبة الستينات، عندما كانت أصواتنا تجعجع، وحينما كنا نقول إسرائيل وما وراء إسرائيل، كانت سفنهم تعبر خليج العقبة في حرية كاملة ولم تعلم الشعوب العربية ذلك إلا قبل نكبة 5 يونيو 1967 بأيام قليلة، وكان بعض زعمائنا يلتقون بمسؤولين إسرائيليين في السر وفي دول عربية. وكنا نسمع عن ذلك كالهمس في الأذن، وكنا نسكت خوفا من القمع والذهاب وراء الشمس، وعندما ذهب السادات إلى القدس في وضح النهار، نعتناه بأوصاف كانت أقلها الخيانة، وللأسف خرج بعضها من الذين كانوا يتعاملون مع الإسرائيليين في السر.. إنها السياسة يا سيدي؛ سياسة الصوت العالي الذي يكسب بعض الوقت وليس كل الوقت. والعلاقات الإيرانية - الإسرائيلية معروف أنها وطيدة وعميقة، ولم تتغير إلا في الشكل والمظهر الخارجي فقط، والدليل على ذلك سكوت إسرائيل حتى الآن عن التعامل مع المفاعل النووي الإيراني بالطريقة التي تعاملت بها مع العراقي والسوري.

يحيى صابر شريف - مصر [email protected]