والربيع يأتي بين عاصفتين

TT

* تعقيبا على مقال سمير عطا الله «الربيع»، المنشور بتاريخ 4 يونيو (حزيران) الحالي، أقول: إن التغيير الجذري قادم لا محالة، كما وصل الربيع إلى أوروبا بعد قرون من الحروب الطاحنة بين دولها، لا بل بين المدن داخل الدولة الواحدة! إن العالم العربي يمر بالسنين الأولى لفترة المراهقة لبلوغ الديمقراطية، التي قد تطول بسبب التراكمات التي زرعتها الأحزاب الفاشية في العقلية العربية، أي أننا بحاجة لتنشئة جيل جديد يحترم آراء الآخرين وبالوصول إلى سدة الحكم عن طريق صناديق الانتخابات وليس عن طريق الانقلابات الدموية ووصول رجال الجيش إلى السلطة والقيام بتصفية كل من يرفع صوته والانفراد بالحكم وإهدائه كهدية «متواضعة» لأنجالهم!! وإن الفرد العراقي الآن ورغم كل السلبيات والمساوئ التي رافقت التجربة العراقية الجديدة والانتقادات القاسية لها، بدأ يؤمن بالتداول السلمي للحكم وينتظر الانتخابات ليشارك فيها، وهذه معجزة في بلد مزقته الانقلابات العسكرية والحكومات الديكتاتورية المرعبة بقسوتها، بعبارة أخرى إن الربيع ممكن له أن يحل في ربوعنا بعد معاناتنا الطويلة من أعاصير الفاشية، وأنا متفائل بأننا سنخرج من الفترة المظلمة التي احتوتنا ولعقود طويلة. إنها مسألة وقت وصبر فقط.

سامي البغدادي - تورينو [email protected]