لا رجوع لما مضى

TT

* تعقيبا على مقال هيلاري رودهام كلينتون «لا عودة إلى الوضع السابق في سوريا»، المنشور بتاريخ 18 يونيو (حزيران) الحالي، أقول: إن الحقيقة الأهم كما أكدت السيدة كلينتون أن ما يطالب به السوريون من حقوق من خلال حركتهم الاحتجاجية يعني ألا عودة للوضع السابق بأي حال من الأحوال، ومن يتابع مجريات الأحداث ويوميات انتفاضة الحرية في سوريا يعلم أن شجاعة الشعب السوري وإصراره بعزيمة جبارة لم تنل منها كثافة وقسوة بطش النظام المجرم، هو ما حقق هذه النتائج أو على أقل تقدير عدم عودة حالة القهر ثانية.. لكن التساؤل الذي لم تجب عنه كلينتون: لماذا تأخرت واشنطن عن التعبير عن موقفها مع فظاعة ما يحدث؟ علما بأنها في حالات ثورية عربية أخرى حضرت بقوة بل وأسهمت في تحركات دبلوماسية دولية أفضت إلى تكون جبهة ضغط سياسي كبير كما حدث في مصر مثلا؟.. فالتراخي الأميركي والدولي أعطى إشارات خاطئة للنظام الإجرامي في دمشق فمضى يقترف مجازره البشعة يوما تلو آخر. إن ما يحدث في سوريا عار على الإنسانية جمعاء، وصفحة سوداء لحقوق الإنسان في تاريخنا المعاصر. إن التهاون في ما يحدث للشعب السوري الحر من محرقة بشعة وإبادة جماعية لا يبرره أي سبب كان، بل أصبح من الضروري البدء في تشكيل محكمة دولية لجرائم الحرب في سوريا تحقق شيئا من العدل وتبعث الراحة في الأرواح البريئة التي أزهقت ظلما وعدوانا.

أحمد القثامي [email protected]