سلمان المرشد ثورة على الظلم والطغيان وليس «تهديدا» لاستقلال سوريا

TT

* ورد في «مقال» غسان الإمام المنشور في جريدتكم بتاريخ 17/05/2011 بعنوان «خطوة.. خطوة مع زحف الطائفة إلى السلطة» مغالطات عدة بشأن الطائفة المرشدية ومؤسسها سلمان المرشد، وجب تصويبها كالآتي:

- مؤسس المرشدية هو سلمان المرشد، وليس سليمان المرشد، وقد حوكم في عام 1946، وليس عام 1947، من قبل مجلس عدلي برئاسة فؤاد المحاسني، وصدر الحكم بحقه ونفذ بعد نحو 20 يوما من بداية المحاكمة، رغم تمتعه بالحصانة البرلمانية! - «صبري العسلي» كان وزيرا للداخلية، وهو مَن رجا سلمان لإقناع العسكريين السوريين بترك «جيش المشرق» الفرنسي والانضمام إلى الجيش الوطني.

- بعد صدور الحكم، خاطب سلمان المحكمة قائلا: «أما وقد أبرأت المحكمة ساحتنا من تهمة العمل مع الأجنبي، فإنني أطلب الإعدام، وأن يكفن جسدي بالعلم».

- هي ليست «عشيرة المرشديين العلوية»، بل «العشيرة الغسانية» التي وحدها سلمان في عشيرة واحدة، وكان لها «مذهب لنفسها، أي ليست سنة، أو شيعة، أو علوية، أو درزية، أو إسماعيلية، أو غيرها».

- لم تكن محاكمة سلمان وإعدامه «من أسباب الشعور بالظلم السني لدى العلويين»، فصيحة سلمان كانت عالمية، ودعوة للانتفاض ضد الذل والتبعية والظلم والطائفية والطبقية والاستعمار، وقد نادى بذلك مذ كان يافعا. وليس صحيحا أن كل العلويين لبوا دعوته، أو شعروا بالظلم لمحاكمته وإعدامه! - استفاد من ثورة سلمان مظلومون من الطوائف كافة، وتحديدا الفلاحون السنة، وقد كانت ثورته السلمية اجتماعية ونفسية وأخلاقية، وهي أول ثورة اجتماعية في تاريخ سوريا الحديث.

- كان لسلمان صداقات من كل الطوائف، وقد نزل في منفاه في الرقة عام 1925 عند عشائر آل العجيلي وآل الشواخ السنة، وتزوج منهم امرأة أنجب منها طفلة. وتحالف مع العديد من زعماء السنة وغيرهم في مناسبات عدة كالانتخابات وإعادة الساحل إلى الوطن الأم.

- لم يقم سلمان بتمرد مسلح في جبال اللاذقية، بل قاد ثورة على ظلم وطغيان فرنسا وبريطانيا ومستغلي الشعب، وقد حارب بسيف السلام، ولم يبدأ قتالا قط.

- لم «يشكل سلمان تهديدا خطيرا لاستقلال سوريا، ووحدة شعبها». فعندما قصفت فرنسا دمشق عام 1945، تناسى سلمان خلافاته مع السلطة، وأصدر تصريحا قال فيه: «إني أضع نفسي وعشائري وأموالي تحت تصرف الأمة والحكومة...».

- انتخب سلمان نائبا في البرلمان عام 1937 مترئسا «القائمة الوحدوية»، وفاز بانتخابات عام 1943 على خلفية إعلان الاستقلال.

وكمرشدي أخذ عن سلمان الفكر الوامض من التماس مع الحقيقة، أتساءل عن توقيت نشر معلومات مغلوطة نشرها «الكاتب» قبل سنوات، ودون أن يكون لديه ما يثبت صحتها؟! ضاحي حسن، صحافي في «بي بي سي»