إن نجحت مصر نجح الجميع

TT

* تعقيبا على مقال جابر حبيب جابر «التعايش مع الفوضى»، المنشور بتاريخ 19 يونيو (حزيران) الحالي، أقول: التعايش حسب فهمي له أن يتعايش مسلم مع مسيحي ونظيف مع قذر ومرتب مع فوضوي. أبناء الثورة كانوا ساكنين في عمارة آيلة للسقوط، وحذروا المالك من سقوطها ولكن في كل مرة يرقع فيها بمواد منتهية الصلاحية حتى جاء يوم وزارهم المالك ليرى ما قد أفسد الدهر والبواب في العمارة فسقطت على رأسه. الشاهد في الكلام، ساكنو العمارة ليس لديهم عمارة جاهزة لينتقلوا إليها، لأنه ما كان في حسبانهم أن تسقط العمارة وبهذه السرعة، فاختلط الحابل بالنابل وخرج البلطجية والحرامية والمنتفعون والمتربصون ينهشون في العمارة، لا حسيب ولا رقيب، وسكان العمارة الأصليون يتفرجون على بضاعتهم تسرق من أمام أعينهم لا حول لهم ولا قوة، فتعايشوا مع البلطجية. هؤلاء مثقفون واعون وهؤلاء العكس، وخلاصة الكلام أنهم يحتاجون إلى وقت ليبحثوا عن أرض وبناء عمارة وتأثيثها ويسكنوا عمارة جديدة في شكلها وبوابها وحب ساكنيها بعضهم لبعض، في تقارب وليس في تعايش، لا يرضى أن يرى الخطأ ويسكت عليه، يحاربه من ميدان التحرير المصري وترى الربيع الحقيقي.. وأقول إن نجحت مصر نجحت الدول الأخرى، وإن سقطت فالتعايش مع الفوضى.

عبد الله بن قليل الغامدي - فرنسا [email protected]