قاتل الله السياسة والانقسام!

TT

* تعليقا على خبر «رغم استقلال جنوب السودان.. ما زالت أغنيات كبار فناني الشمال تتردد في حفلات الاستقلال» المنشور بتاريخ 12 يوليو (تموز) الحالي، أقول: قاتل الله السياسة التي فرقت بين شعب السودان الواحد وجعلته شعبين في دولتين. ومن يقرأ ويشاهد ما يقوله أبناء الجنوب والشمال على حد سواء في الصحف والتلفزيون والإنترنت يتأكد من أن الشعبين ليس لهما دخل في الانفصال؛ بل إن السياسيين يتحملون المسؤولية الكاملة في ما حدث؛ حيث إنهم كانوا المحرضين، خاصة بعض القيادات الانفصالية المتطرفة في الحركة الشعبية ذات الصوت العالي والنفوذ الطاغي داخل قيادة الحركة التي عملت ومنذ أول يوم لتوقيع اتفاقية نيفاشا على تعكير وتوتير العلاقات بين الشماليين والجنوبيين وما بين الحزبين الشريكين في الحكم، حيث شهدنا وبفعل هذه المشاكسات بين الجانبين، ما أثر على قرار المواطن الجنوبي عند التصويت، وبالتأكيد لم يكن أهل الجنوب يصوتون للانفصال وبتلك النسبة الكبيرة لولا تحريضات تلك الفئة من الحركة التي سعت لتخويف أهل الجنوب من التصويت للوحدة، ونشهد لأهل الجنوب بطيب المعشر وحسن الخلق وعلاقاتهم الطيبة مع الشماليين الموجودين بالجنوب طيلة بقاء الجنوب داخل جسد السودان الموحد، وذلك عن تجربة ولأكثر من عقدين بجوبا وياي في «الاستوائية» رغما عن الحرب التي كانت تدور وتطحن الجميع.

عبد الخالق محمد طه - الإمارات [email protected]