رؤية المجلس العسكري

TT

* تعقيبا على مقال مأمون فندي «23 أم 25؟»، المنشور بتاريخ 20 يوليو (تموز) الحالي، أقول: الإشارات القادمة من المجلس العسكري ليست تامة الوضوح بحيث يمكن القول بضمير مستريح إنهم لا يرون في 25 يناير إلا حركة لتصحيح مسار نظام يوليو بعدما كان قد اتجه لتوريث الحكم ومزج الثروة بالسلطة وضرب الوضع الاجتماعي في مقتل، فهم فعلا ما زالوا يعتبرون يوم 23 يوليو اليوم الوطني للدولة، ويرفضون محاكمة مبارك، ولم يقوموا بأي عمل ثوري تجاه النظام السابق، بل تركوا أمر التعامل معه للمحاكم، وباتت محاكمة رموز الفساد تسير في المحاكم العادية، في المقابل زار المجلس العسكري ميدان التحرير وحمل رسالة واضحة هي أن الشعب قام بثورته والجيش الحامي للثورة شريك فيها، لأن الجيش من الشعب وليس وكيلا، هي رسالة اعتراف بالثورة ومحاولة لتأكيد الشراكة فيها. إذن، هذا الوضع الملتبس يشير إلى أن الأمر لم يحسم بعد في الجيش وإن كان يميل إلى الاعتراف بالثورة، ولكن يبقى قدر من المناورة لأخذ مزايا فئوية.

صلاح صابر - فرنسا [email protected]