النسخة الثانية من القذافي

TT

> تعقيبا على مقال طارق الحميد «النظام السوري وأبناء الصهيوني»، المنشور بتاريخ 26 يوليو الحالي، أقول: النظام السوري تماما كنظام القذافي الذي ينتظر لحظة الهروب، وكنظام علي عبد الله صالح، هذه مجرد أنظمة متهرئة تالفة استبدادية متغطرسة، مصابة بمرض جنون العظمة، نبذتهم شعوبهم ولفظتهم، من خداعهم وتلاعبهم بمقدرات بلادهم، وتلاعبهم بمصير شعوبهم، ومنها خديعة إعلان قانون الأحزاب في سوريا الذي لا ينطلي على أحد، ما دام دستور البلاد ينص على صدارة حزب البعث للبلاد والعباد، فقتل الناس وترويعهم بالمداهمات وحملات الاعتقالات التي لا تتوقف، وتهجير الناس من مدنهم وقراهم إلى دول الجوار، لا يحدث هذا إلا في بلدان الطغاة. لقد تفوقت أنظمة الطغاة العرب على الأنظمة الفاشية التي أجرمت بحق شعوبها في القرن الماضي، كفرانكو الإسباني، وبولبوت الكمبودي، وبينوشيي التشيلي، وماركوس الفلبيني، والجنرالات السود في اليونان، وغيرهم الكثيرون من طغاة العصر. والمحزن والمبكي أن الأنظمة العربية ساكتة، والشعوب مقيدة، والأفواه مغلقة، وأقلام الكتاب ملتوية، وأفواه رجال الدين مكممة، والشعراء مغيبون، وكأنه عرس عند الجيران، إنها مصيبة أمة بحكامها.

د. محمد علاري - ألمانيا [email protected]