الفئويات.. تسيطر على البلاد!

TT

> تعقيبا على مقال سمير عطا الله «صراخ العباسية»، المنشور بتاريخ 27 يوليو (تموز) الحالي، أقول: هذه الأيام أزور بلادي ولأول مرة بعد الثورة، والحقيقة أن هناك تغييرا ولكنه تغيير مغلف بالفوضى، فالكل متعجل في حل مشكلات تراكمت خلال ثلاثين عاما، فالكل يريد الحل الآن، وكيف يتم ذلك وبإمكانات محدودة؟ واليوم وصلت إلى مسقط رأسي في مدينة أسوان قادما من الإسكندرية وكنت حجزت قطار النوم من القاهرة، وفي الموعد المحدد لم يصل القطار إلى المحطة، فاستفسرنا، قالوا أن هناك إضرابا من عمال قطار النوم وهناك محاولات معهم، إلا أنهم يريدون مقابلة مدير السكك الحديدية، والمدير يرفض.

وفي النهاية تم إلغاء الرحلة، وقمنا باسترداد قيمة التذاكر بعد أن أضاعوا علينا اليوم بأكمله، ومشكلتنا الآن أننا لا نستطيع إقامة حوار عملي مع المشتكين ثم نرضخ في النهاية لمطالبهم كما حدث من قبل مع أهالي قنا، فالمسؤول لا يزال يتصور أنه فوق السؤال، ويردد دائما: لن يلوي أحد ذراعنا. ولكن لي الذراع يتم رغما عنه، ولكن بعد معاناة الشعب. مشكلة بلادي الآن تنحصر في مشكلات الفئويات، وفي ميدان التحرير الذي أصبح مصدر إزعاج حقيقي للشعب، فالشعب بصفة عامة أصيب بالملل من تصرفات الميدان، وأخشى من انتفاضة عليهم.. وللصبر حدود.

يحيي صابر شريف - مصر [email protected]