كما بهلوان السيرك!

TT

* تعقيبا على مقال علي سالم «اتفرج يا سلام: محاكمة مبارك حصريا على كل الشاشات في رمضان»، المنشور بتاريخ 7 أغسطس (آب) الحالي، أقول: إن محاكمة الرئيس مبارك مسرحية كبيرة تلعب فيها القوى السياسية أدوارا مختلفة، فشباب التحرير بعد أن أفلحوا في الإطاحة بالنظام بمعناه الحرفي بحيث أصبحت مصر دولة من دون نظام، وبدلا من الندم عن فقدان مصر لكل مقومات الحياة كدولة قوية، بحثوا عن بطولة وهمية بالانتقام من رئيس تنحى حقنا للدماء وحفاظا على مصر وتمادى شباب التحرير في التلذذ بامتهان مبارك فاقد السلطة، وفي نفس الوقت يهدرون كرامة الرئاسة القادمة التي ستتحول لمجرد خيال ضل لا تقدم شيئا لمصر خوفا من المهانة والتشفي، أما الممثل الكبير في تلك المسرحية فكان «الإخوان» الذين تركوا شباب التحرير يتسلون بدور البطولة، بينما هم يعملون في الخفاء، وبينما ممثلو التحرير سكارى بنشوة محاكمة مبارك. وظهر الإعلام بدور المعددة التي تندب في الجنازات أو بدور البهلوان الذي ينتزع الضحكات من الجماهير بمكياج يخفي ملامح وجهه التي كان يؤيد بها مبارك ونظامه ولم تستح وجوه كانت تسبح بحمد الحاكم أن تدعي البطولات الزائفة طمعا في قطعة تورتة من الغنيمة، وهكذا كان إخراجا رديئا لمسرحية هابطة بدعوى أن الجمهور عاوز كده.

د. ماهر حبيب - كندا [email protected]