من يشتري «العتبة الخضرا»؟!

TT

* تعقيبا على مقال علي سالم «إلى من يعنيهم الأمر في الحكومة الأميركية»، المنشور بتاريخ 14 أغسطس (آب) الحالي، أقول: لقد أثبتت الإدارات الأميركية المتلاحقة أنها مثل القروي الساذج الذي ينزل إلى المدينة ويتهافت عليه أهل المدينة فيبيعون له «العتبة الخضرا»، ويتصور القروي أنه ملك المدينة في حين أنه وقع في شر أعماله وضاعت أمواله ولم يستفد أهل المدينة من القروي الذي عادة ما يعود إلى حيث أتى بخفي حنين. لقد تعرضت أميركا للنصب في أفغانستان حيث أهدرت البلايين لخدمة «القاعدة» التي انقلبت على القروي الساذج وأذاقته كأس المرارة في 11 سبتمبر (أيلول)، ثم أعادت الكرة في العراق، حيث تم استدراجها بدعوى نشر الديمقراطية، والنتيجة تضاعف الديون على القروي الساذج وضياع الديمقراطية تحت نير الديكتاتورية الدينية. ولم يتعلم القروي الساذج بل جرى وراء من يدعون أنهم دعاة الديمقراطية، وقام هؤلاء بتدعيم انهيار الدولة المصرية وجعلها تلاطم أمواج الدولة الدينية وتحولت مصر من دولة محورية في المنطقة إلى دولة تبحث عن هوية جديدة وقد يقودها إلى مجهول يعادل مجاهل تورا بورا والصومال. وهكذا تتكرر أخطاء القروي الساذج، ولكن المشكلة أنه يفقد دولاراته بينما نحن نفقد «الجلد والسقط» ونعاني نحن لعقود جراء أخطاء قروي ساذج لا يرغب في التعلم من أخطائه.

د. ماهر حبيب - كندا [email protected]