الذنب على الحكومات العربية!

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «هل اقتنعت إيران بنهاية الأسد؟»، المنشور بتاريخ 14 أغسطس (آب) الحالي، أقول: اللوم لا يقع على إيران، فأهدافها السياسية معروفة، ومبادئها معلنة، فمنذ أن استولى الخميني على الحكم أعلن بكل صراحة أن إيران هي الأولى ومن بعدها يجب أن تمتد الثورة الانقلابية لتشمل كافة الدول العربية والإسلامية. ورغم رحيل الخميني، فإن الخطاب الإعلامي الإيراني لم يتغير، بل إن كل المؤشرات دلت على أن نظام الملالي أحرز تقدما ملحوظا في المنطقة. إذن؛ فالذنب كل الذنب يقع على عاتق الحكومات العربية التي لم تكتف بعدم مساندة العراق في حرب تصديه للنظام الخميني في حرب الـ8 سنوات، بل قامت بمساعدة أميركا على إسقاط نظام صدام الذي كان صمام أمان، مع العلم أنه لو تنازلت له عن الديون، وقدمت له مساعدة لإعادة بناء ما دمرته الحرب لكان أغناها عن مخاطر هذه الأيام. والآن فالخطر الإيراني داهم وقادم، والضربة التي تلقتها في البحرين لن تمنعها من إشعال النار في مكان آخر وخسارة سوريا ستجعلها أكثر خطرا وعدوانية. لذلك فعلى العرب، خصوصا الخليجيين، رفع العصا بشكل جدي، وإفهام الإيرانيين أن الصبر قد نفد، مع العلم أن العناد المعروف عن الإيرانيين لا يمنعهم عن التعقل والتراجع إن اقتنعوا بجدية وخطورة الخصم بشكل جدي.

مازن الشيخ [email protected]