* تعقيبا على مقال علي سالم «الخائفون عاجزون عن تحقيق الاقتصاد الحر»، المنشور بتاريخ 21 أغسطس (آب) الحالي، أقول: تجربة التخلص من القطاع العام في مصر تجربة مؤلمة كئيبة نتائجها كانت كارثية على مصر والمصريين لعدة أسباب، لعل منها أولا: البيع العشوائي غير المدروس، مما أدى إلى تسريح كم رهيب من العمالة على المقاهي والشوارع وزادت معه السرقات وتجارة المخدرات لقطاع كبير من العاطلين عن العمل بخلاف الخريجين من الجامعات والمدارس العاطلين. ثانيا: ظهور طبقة الأغنياء العشوائية التي امتلكت كل شيء في مصر، والتي جعلت 40% من الشعب المصري فقيرا. ثالثا: احتكار كثير من الشركات الأجنبية للسلع الاستراتيجية في مصر، مثل الإسمنت، الذي ارتفع سعره بشكل جنوني من 80 جنيها إلى 600 جنيه وأيضا الحديد؛ لذلك فإن الاستمرار في بيع القطاع العام في مصر بعد التجارب المؤلمة يوضح أننا، حكومة وشعبا، عاجزون خائفون عن تحقيق النجاح لهذه الشركات. أليست لدينا كفاءات في شتى التخصصات لكي تنقذ هذا القطاع من نكسته؟ وهنا نسأل سؤالا: ما السبب في نكسة هذا القطاع؟ إنه ببساطة تراكمات الروتين الممل والمحسوبية والرشاوى واللصوصية التي تربى عليها مسؤولو هذا القطاع في الماضي، فلماذا لا نسعى إلى خلق كوادر علمية جديدة لتطوير هذا القطاع بدلا من بيعه بأبخس الأثمان وكفى أن يلدغ المؤمن مرة واحدة.
محمد شاكر محمد صالح - السعودية [email protected]