المعلم والمرض العضال

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «المعلم.. 6 بيضات أم ساعات؟»، المنشور بتاريخ 10 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أقول: إن تصريحات المعلم هي أحد أعراض هذا المرض العضال الذي يعانيه طغاة الأنظمة الديكتاتورية في كل مكان، إنه داء العظمة؛ حيث إن التسلط التام على مقدرات الدولة لمدة طويلة وإرغام الشعب خلالها على تقبل كل إيجابيات وسلبيات الحاكم بالقدر نفسه، وتكميم الأفواه وفرض نظرية الحزب على كل القوانين والأنظمة، تجعل الحاكم يشعر وكأنه قد حقق المعجزة، وأنه على الجميع الطاعة وأن يتفهموا كل سلوكه وتصرفاته حتى يبلغ جنونهم حد أنهم يتصورون أنهم قادرون على فرض آرائهم حتى على غير مواطنيهم! مستخدمين لغة الترهيب، متخيلين أنها أداة ناجحة، بعد أن جربوها على شعوبهم. مشكلة هذا الداء أنه يفقد الإنسان القدرة على تحديد عوامل الزمن وتحديد القدرة الذاتية الحقيقية، ويجعل المرء منساقا تحت سيطرة أفكار تسلطية تعمي البصر والبصيرة، كلنا نتذكر صدام الذي استمر يلبي نداء داخليا كان بكل المقاييس خارج نطاق العقل الواعي، حتى وهو واقف على المشنقة والحبل حول رقبته! أما القذافي الذي لا يزال محاصرا ولا أمل له في النجاة، حسب علم المنطق ولا حتى بنسبة واحد بالمليار، فلا يزال يهدد من مخبئه المحاصر بأنه سيعاقب «الجرذان»! لذلك فلا غرابة أن نسمع تهديدات مرعبة من حكام سوريا الثائرة.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]