* تعقيبا على مقال هدى الحسيني «إيران استفزت أميركا لإشعال حرب في المنطقة!»، المنشور بتاريخ 20 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أقول: ثبت اليوم وبالدليل القاطع أن الدولة الأميركية تعاني من حالة فصام سياسي نادر، ومن التخبط وفقدان الاتزان، بطريقة عرضت سلام وأمن العالم إلى خطر حقيقي ولا مثيل له، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، وذلك منذ اليوم الأول الذي أدارت فيه أزمة ما بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول)، وبسبب الشيخوخة المؤسساتية التي طالت حتى أجهزة مخابراتهم ذات السمعة الأسطورية ابتلعوا الطعم الذي «طبخته» لهم المخابرات الإيرانية، ومررته إليهم عن طريق الرجل الأسطورة، أحمد الجلبي، عن أسلحة العراق للدمار الشامل، وكان الغزو والاحتلال الذي أفلس خزائن العالم والمنطقة العربية، وتسبب في اختلال استراتيجية أضرت بشركاء وحلفاء أميركا في المنطقة وبمعسكر الوسطية العربية الإسلامية وكرس النفوذ الإيراني الذي تمدد وحول العراق إلى مقبرة كبرى، ولما تفجرت الثورات العربية، بسبب فساد بعض النخب والأنظمة وبسبب الواقع الذي تسببت فيه عربدة أميركا في المنطقة تدخلت أميركا مجددا، واعترضت محاولة انتقال السلطة من الرئيس السابق حسني مبارك إلى نائبه الجديد اللواء عمر سليمان، الرجل القوي المتمرس والأصلح لظروف مصر، ثم غرقت مصر في الفوضى؛ لا نعادي أميركا، ولكن يجب أن تبتعد عن المنطقة.
محمد فضل علي - ادمنتون (كندا) [email protected]