كم أنت مسكين يا ماركس!

TT

* تعقيبا على مقال غسان الإمام «ماركس سعيد في الحب تعيس في الانتفاضة»، المنشور بتاريخ 25 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أقول: مسكين ماركس! فقد غرست منافسته الاشتراكية ثقافة النضال السلمي في الشارع إلى إشعار آخر، فماركس مشروع مؤجل إلى مستقبل غامض. المحبطون لا يريدون الآن نهش وسحل أي قذافي آخر يقترحه ماركس. ماركس يسخر من انتفاضة شبابية بلا آيديولوجيا. بلا مانيفستو محدد. مجرد احتجاج أجوف. مجرد تجمع للتعبير عن قضايا مبعثرة. انتفاضة بلا قيادة. بلا حزب قائد. بلا طليعة ثورية. كل ذلك، في رأيه، نوع من العبث غير المجدي، في العمل الثوري. أريد أن أقول: إن المحبطين في الثورة السورية ضد نظام الطائفة آخذون في التحول عن النضال السلمي إلى النضال العسكري مع أن الثمن باهظ جدا، وهم يريدون أن يسحلوا وينهشوا القذافي الآخر، وستكون لهم قيادة ورؤية وطليعة ثورية منظمة بعيدة عن فلسفة المعارضة في الخارج غير الواقعية، التي لا تحس ولا تشعر بما يعانيه الشعب السوري من نظام الأسد وطائفته. وأخيرا، ستنتصر الثورة في بلاد الشام ولو اجتمع الإنس والجن على نصرة نظام الأسد الطائفي، إننا ماضون إلى النهاية والله معنا ولن نيأس ولن نحزن.

صلاح الدين الحلبي - المملكة المتحدة [email protected]