كيف نفسر الإخلاص والوفاء؟

TT

*تعقيبا على خبر «أوباما يعزي خادم الحرمين في ولي العهد.. ويوفد بايدن إلى السعودية» المنشور بتاريخ 24 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أقول: ماذا تقول عندما تشاهد بالصدفة البحتة بعضا من شباب المملكة في أحد أهم شوارع نيويورك الرئيسية وهم يبكون دون حرج ووسط اهتمام من عامة الناس الذين يزدحم بهم رصيف هذا الشارع الهام على المرحوم الأمير سلطان بن عبد العزيز؟ ماذا نقرأ وماذا يقول المرء إلا أن هذا الإنسان مغفور له بإذن الله وفي رحمة من رب العباد الرحمن الرحيم. ومن هؤلاء الشباب؟ اثنان من الطلبة وآخر زائر للعلاج على نفقة المملكة. والشيء العظيم عند هؤلاء الشباب السعودي أنهم ليسوا من سكان نيويورك، ولكن جاءوا لمجرد أن جثمان المرحوم موجود في المدينة، جاءوا وهم لا يعرفون المدينة ولا يدرون ماذا سوف يفعلون، وكل ما فهمته منهم أنهم جاءوا لأن ولي عهدهم المحبوب توفي في مدينة نيويورك. هذا الوفاء وهذا الإخلاص كيف يفسر وكيف يترجم لمن تجمع حول هؤلاء الشباب من الأميركان عندما زاد بكاؤهم لمجرد أنني توقفت وقدمت لهم نفسي وخدمتي بعدما عرفت من أحد بائعي المشروبات، وكان بالصدفة عربيا أيضا، أنهم من السعودية. أبكوني وأبكيتهم، ولكني عرفت، لا من صحيفة ولا من تلفاز ولا من أحد، قيمة هذا المرحوم.. وكم قيمة هذه الأسرة الحاكمة عند هذا الشعب الوفي. رحم الله سلطان الخير.

مصطفى أبو الخير - أميركا [email protected]