الإنترنت سبيلنا للحاق بالركب الحضاري

TT

افتتح الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني السعودي كعادته من دون ضجيج اعلامي موقعا تعليميا بارزا على الانترنت «وطني نت». ويعتبر هذا الموقع بداية لعصر التعليم الالكتروني وبداية العد التنازلي لعصر التعليم الكلاسيكي الذي يتميز بوجود المدرسة والمعلم والطالب والكتاب معا في مكان واحد. اما التعليم الالكتروني فلن يحتاج الى وجودهم معا في مكان واحد، ولا وجود الطالب امام المعلم لتلقي الدروس. كل ما يحتاجه الطالب جهاز كومبيوتر موصل للانترنت وشاشة الكترونية امامه، هذا التعليم الالكتروني يمكن ان يستوعب اعدادا كبيرة من الطلاب مقابل عدد قليل من المعلمين والمرافق التعليمية مما يقلل تكلفة التعليم الباهظة في الدول الفقيرة قبل الغنية.

ولكن بالنظر الى عدد مستخدمي الانترنت عبر الاستطلاع الذي قامت به شركة «عجيب دوت كوم» والذي شمل ثماني عشرة دولة عربية ونشرت نتائجه في احدى الصحف المحلية، نرى مقدار التخلف الذي ينتظر مجتمعاتنا في المستقبل. فكما تخلفنا في عصر التعليم الكلاسيكي بأسباب اوهن من خيوط العنكبوت، سنجد انفسنا خارج التاريخ في عصر التعليم الالكتروني والعولمة ان لم يتدارك المسؤولون في الدول العربية والاسلامية الامر فرادى ومجتمعين. اسباب التدني في عدد مستخدمي الانترنت ليست كلها مادية حيث تصل نسبة مستخدمي الانترنت في دول الخليج المعروفة بارتفاع دخول سكانها وقوتهم الشرائية تفوق معظم الدول الاوروبية، الى 24 في المائة فقط.

السبب الرئيسي الذي يؤدي الى إحجام الناس عن استخدام الانترنت هو وجود المواقع الاباحية والمخلة بالآداب الاسلامية. فالانترنت التي تفتح كل ابواب المعرفة والتقدم التكنولوجي في الدول المتقدمة لمواطني العالم الثالث وتجعل العالم كله قرية صغيرة يتواصل فيها الناس بسهولة ويسر، يجرف معه كما هائلا من قاذورات المجتمعات الغربية كفيلة بهدم اي مجتمع واي اسرة مهما تحصنا. وفي هذا ينظر المرء الى تجربة المملكة العربية السعودية ممثلة في مدينة الملك فهد للعلوم والتكنولوجيا باعجاب وتقدير، حيث تقف سدا منيعا امام تيار تلك المواقع الاباحية وذلك الانحلال لينعم ابناؤنا باستخدام الانترنت وبناء مستقبلهم وينام الآباء والامهات في راحة واطمئنان. ولكن انى لشعوب الدول العربية والاسلامية الاخرى بامكانيات مدينة الملك فهد للعلوم والتكنولوجيا. لا تستطيع معظم الدول العربية والاسلامية منفردة انشاء مؤسسات تمنع دخول المواقع المنحرفة اليها.

ولهذا اتقدم من هذا المنبر بهذا النداء للأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، الذي بصدق نغني من اجله وراء الفنان الشعبي شعبان عبد الرحيم «بحب عمرو موسى وبكره اسرائيل» ان يكون مفوضية للتعليم الالكتروني والانترنت العربية في الجامعة العربية، وسيجد كل الدعم من الخيرين في هذا الوطن العربي الاسلامي من امثال الامير طلال بن عبد العزيز صاحب فكرة الجامعة العربية المفتوحة، وبالله التوفيق.