وكأن شيئا لم يكن

TT

> تعقيبا على مقال مأمون فندي «مصر ولعبة الثلاث ورقات»، المنشور بتاريخ 9 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول: عندما انهارت الدولة المصرية بعد أحداث يناير (كانون الثاني) تلقفتها القوى المختلفة والمتناحرة للفوز بكعكة الحكم، والصراع الدائر الآن هو صراع على هوية الدولة وليس مستقبلها، فلقد احتد الصراع بين القوى الدينية المتطرفة لإعلاء شأن الدولة الدينية كي تلحق مصر بالدول الفاشلة مثل أفغانستان والصومال وبين قوى شباب الـ«فيس بوك» الذي يحلم بدولة مدنية مع افتقادهم القيادة وطريقة الوصول للدولة الناجحة فهم لا يمتلكون غير النوايا الحسنة التي هي أسهل طريق لجهنم، وبين تلك القوتين توجد مجموعة الفهلوية وهي مجموعة الأحزاب الكرتونية القديمة والحديثة التي لا تمتلك رؤية للمستقبل وكل همها أن تكون داخل البرواز الذي يضم أعضاء البرلمان فلا برامج سياسية أو اقتصادية، لكن والحق يقال يجيدون الظهور بالفضائيات للتنظير والفلسفة، لقد وصل التطاحن إلى قمته بين مرتزقة السياسة المصرية وتم اختصار الوطن المريض في من سيفوز بالانتخابات لكي يصوغ الدستور الذي يمنحه الحكم مدى الحياة و«كأنك يا أبو زيد ما غزيت».

د. ماهر حبيب - كندا [email protected]