أميركا والوجه المكشوف

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «سوريا والصدر العاري!»، المنشور بتاريخ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول: أميركا احتلت العراق وفق أجندة معدة بإتقان، أهم أهدافها ضرب وإنهاء حكم الأحزاب الثورية، وذلك من أجل ضمان أمن إسرائيل كوكيل وحيد موثوق به في المنطقة. فبدأت بأقوى دولة ضمن محور القادة الثوريين، وهاجمتها بكل قواها وأسقطت النظام.

وأرسلت قائده إلى المشنقة، وانتهى حزب البعث في العراق رغم أنه ما زال يلعب دورا هاما على الساحة العراقية عن طريق خلاياه النائمة؛ لكن في مجال التخريب فقط ولا أعتقد أنه قادر على إعادة تنظيمه والعودة إلى السلطة، فقد تغيرت أصول اللعبة؛ لكن المثير للحيرة والشك أن جيش المهدي ظهر فجأة وبقوة وتنظيم جيد بعيد الاحتلال الأميركي مما يدل على أنه كان مهيأ سلفا ومدربا بشكل جيد ومستعدا للعمل! وذلك أمر غريب ويدل على أن تشكيل هذا الجيش كان بعلم وموافقة صدام. وإن أضفنا ذلك إلى الموقف العدائي من الاحتلال الأميركي، فإن الشك يخامرنا بأن تلك الميليشيا ليست إلا خلايا بعثية نائمة أعدت للعمل ضد الاحتلال ونرى وقوف جيش المهدي مع النظام السوري ودعمه عسكريا ومعنويا، في الوقت الذي ظهرت فيه آلاف الأدلة على تورطه في قتل العراقيين. الدليل على أن هناك أمرا مشتركا، أكثر أهمية؛ لكنه لن يفيد فنظام الأسد قد انتهى وسقوطه بات قريبا.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]