رياح الربيع العربي

TT

* تعقيبا على خبر «قيادي في الجيش السوري الحر: النظام يدخل متطوعين من العراق وإيران ولبنان» المنشور 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، أقول: أعتقد أن الأنظمة التي مستها رياح الربيع العربي لم تكن تتوقع أن تكون انتفاضة الجماهير الغاضبة بهذا الزخم وهذه الصلابة والصمود، ولم تكن تتخيل أن الهبّة الشعبية ستكون على هذا القدر من الوعي والتنظيم والتنسيق وعلى هذا المستوى الرفيع من الالتزام والصبر وضبط النفس. وأعتقد أن الأنظمة ذاتها لم تكن تتوقع أن المسيرات والحركة الاحتجاجية ستمس كل شرائح وأطياف المجتمع، وستضم كبار السياسيين المحنكين والمثقفين النزهاء وعمالقة الإعلام المخضرمين. أما الاعتقاد الثالث الذي أجزم أنه كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير فهو أن الأنظمة لم تكن تتصور على وجه الإطلاق أن يحدث التمزق والتصدع والانشقاق داخل المؤسسة العسكرية، التي تعتبر العصب النابض لأمن الدولة واستقرار البلد والحصن المنيع للسلطة الحاكمة. كل هذه التغيرات غير المتوقعة أفضت إلى كثير من الإحباط والتوتر والارتجالية داخل هرم السلطة، فلم تجد خيارا سوى اللجوء إلى التصعيد والمواجهة دون تفكير ولا تريث ولا حكمة، وفي هذا تفقد الأنظمة سلطتها وتسقط سقوط البعير الهائج الذي أنهكته رمال الصحراء الحارّة! وما يقوم به النظام السوري يصب في هذا الاتجاه بكل تأكيد.

أحمد أوهيبه - الجزائر [email protected]