* تعقيبا على مقال خالد القشطيني «الإنسان في قلب الحيوان»، اقول ان ابداء الاراء في مختلف الاخبار والمقالات، أدى الحلقة من الحوار الرائع بين كتاب الصحيفة وجماهيرها، التي جعلت كل قارئ يشعر وكأن الجريدة ملكه؛ هو منها وهي منه، لا تفرض عليه رأيا بل تقول ما تظن انه الحقيقة وتنشر رأي المعترض بكل تواضع وأمانة، وهي بذلك تبعث برسالة مفادها أن لا إنسان يملك الحقيقة المطلقة بل رأيه الشخصي وقناعاته ليطرحها ويسمع الرأي المقابل، وهذا أفضل طريق للوصول إلى تفاهمات ومشتركات وتلاق وتقارب؛ حيث إن صلحت النية فإن اختلاف الرأي لن يفسد للود قضية. والحقيقة أن تلك هي أحد بدائل الحروب إذ غالبا ما تقع الحرب بسبب خلافات في الرأي والقناعات، على الرغم من أنه يمكن أن يكون بين المشتركات أكثر من المختلفات، لكن التعصب والحماقة وقصر النظر كثيرا ما يعمي البصيرة، فتشتعل الحروب وعود ثقاب صغير يمكن أن يحرق غابة كبيرة، والمثال الذي ذكرته في المقال عن الجنديين العراقي والإيراني فيهما موعظة وجديرتان بالتأمل، فقد كان هناك ألف طريقة لتجنب تلك الحرب لولا حماقة وعنجهية قادة البلدين.
مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]