الثقافة السياسية للعراق

TT

* تعقيبا على مقال خالد القشطيني «لا داعي لأي قلق»، المنشور بتاريخ 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أقول: في البداية توقعت أن تأتي أميركا بمشروع مارشال جديد للعراق بعد احتلاله، خصوصا أنها كانت قد ألحقت بشعبه أضرارا فادحة، نتيجة قيادتها لحصار بشع ضده استمر 13 عاما عجافا، ثم عادت واحتلته بعد ضربات مدمرة أجهزت خلالها على ما تبقى من بناه التحتية، كنت أتصور أن مثل هذا المشروع يمكن أن يعوض العراقيين عن الظلم الذي لحقهم من صراع أميركا وصدام، لكن سلوك الأميركان، أثار لدي التعجب عندما أسسوا مجلس الحكم وقسموا العراقيين على أساس طائفي، ثم أيقنت أن ذلك لم يكن عبثا ولا نتيجة قصر نظر، بل هو تنفيذ لخطة هدفت إلى كشف حقيقة الثقافة السياسية لدى المجتمع العربي، فتعمدت فتح المجال واسعا أمام القوى المعارضة التي كانت تنشط ضد نظام صدام، والتي أغلبها أحزاب إسلامية طائفية.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]