مصر.. وحماة الدين

TT

* تعقيبا على مقال عثمان ميرغني «مصر.. انتهازية الإخوان ومحنة الشباب»، المنشور بتاريخ 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أقول: الإخوان لا يقبلون مشاركة الآخرين لهم في السلطة وسرعان ما ينقلبون عليهم لينفردوا بها وحدهم، وبالنظر إلى ما فعلته حماس مع السلطة الفلسطينية التي أجرت أول انتخابات نزيهة في منطقتنا العربية أتت بهم وتنازلت عنها طواعية، كانت مكافأة السلطة الانقلاب عليها وتوزيع شهادات العمالة والجاسوسية وشيكات بالدولار والجنيه المصري على قادتها.. وفي السودان انقلاب حتى على أقرب الأقربين، حتى إن الترابي أستاذ البشير أصبح يتردد كالبندول بين بيته والمعتقل كلما تفوّه بكلمة، وهم في ذلك أفضل من يختلقون الحجج والمبررات لمثل هذا الانقلاب الذي هو عندهم الخطوة التالية الطبيعية المكملة للعملية الانتخابية. والسبب في ذلك أنهم مؤمنون بأنهم أصحاب الشرعية في تشكيل الحكومة وإدارة شؤون البلاد من واقع أنهم حماة الدين الفاهمون لحقيقته، أما خصومتهم الشرسة - خارج المجلس العسكري - فستكون كما كانت في غزة مع السلفيين، لأنهم من ينازعونهم الشرعية باسم الدين، وفعلا ستكون مصر مسرحا لصراع دامٍ وتحالفات سرعان ما تنفضّ، ليستقر الوضع في النهاية على أرض محروقة يأنف الجميع من إدارتها، إلا من كان الحكم له غاية حتى في مثل هذه الظروف.

أكرم الكاتب - فرنسا [email protected]