بشار يلملم أوراقه للهروب

TT

> تعقيبا على مقال طارق الحميد «هل الأسد أول المنشقين؟»، المنشور بتاريخ 10 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: لا أعتقد أن بشار مجنون أو منفصل عن واقعه، كما لا أظن أنه يكذب بشكل قطعي، بل أتصور أنه بتصريحاته التي أثارت كثيرا من الجدل، يحاول أن يهيئ الرأي العام لتقبل الخطوة المقبلة التي ما زلت أتوقعها، وهي انشقاقه عن النظام ومحاولة الهرب قبل غرق السفينة، ثم النأي بنفسه عن مسؤولية ما حدث من جرائم ضد عامة الشعب، على اعتبار أن أجهزة الدولة الأمنية لم تكن تحت إدارته المباشرة، بل إن الحقائق وكل تفاصيل الجرائم لم تكن تصل إليه بشكل دقيق.

تلك المزاعم هي التي يمكن أن تنقذه شخصيا من العقاب الوطني والأممي وتفتح له الباب للقيام بعملية لجوء متوقعة إلى روسيا أو فنزويلا، وضمان عدم المطالبة بتسليمه أو إحراج مضيفيه. هذا الاحتمال هو التفسير المنطقي لما عناه الأسد من تصريحاته. وأنا أميل إلى نوع من التصديق لما زعمه، فالذي يحكم سوريا فعليا ليس بشار الأسد، بل حزب البعث، وهو منظمة أمنية استخباراتية لها واجهة قيادية معروفة، لكنها لا تتبع دائما رأس النظام بل تدار أحيانا من قبل خلايا نائمة توقظ وقت الحاجة لتلعب دورها المرسوم، وها هو العراق؛ فبعد نحو 9 سنوات على إسقاط النظام وواجهته صدام، نرى أن البعثيين ما زالوا يتحكمون بالوضع الأمني بقوة ومقدرة عجيبة.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]