القومية المصرية بين نارين

TT

* تعقيبا على خبر «المجلس العسكري يواجه موجة غضب جديدة.. و(الاستشاري) أولى ضحاياها»، المنشور بتاريخ 17 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: للأسف الشديد، المجلس العسكري الذي يعتبر خيط الرجاء الأخير في الحفاظ على ما تبقى من الدولة القومية المصرية يقع الآن بين مرمى نارين؛ الجماعات الإسلامية التي تريد أن تستخدمه كمطية لمشروعها الباطني الذي سيقضي على مصر ويحولها إلى مقبرة كبرى، وبقايا اليسار الماركسي غير الواقعية وظاهرة الهوس المنظماتي، الذي يستنجد بالخارج في كل صغيرة وكبيرة، والمصيبة أن الأغلبية من جموع الأمة المصرية التي لا صوت لها لا ناقة ولا بعير لها فيما يجري من سيناريو وفتنة باطنية صامتة تهدد أمن ومستقبل أكبر البلاد العربية والإسلامية وحتى جماعة الإخوان المسلمين التي حصلت على أكبر الأصوات في الانتخابات الأخيرة معروف تماما أنها لا تعبر عن أغلبية حقيقية في الشارع المصري، ولكنها لعبة السياسة التي تتيح للأقليات النشطة والمنظمة أن تغطي على صوت الأغلبية، حفظ الله أرض الكنانة وشعبها من شرور الفتن والغلو والتشدد ما ظهر منها وما بطن، وحرام ما يجري في مصر؛ فقد أفقدهم حكم مبارك في سنواته الأخيرة القدرة على الابتسام، ورسم صورة كئيبة غير معتادة على وجوه المصريين، وأتت الثورة المختطفة لتكمل البقية، جيش مصر هو أملكم بعد الله فعضوا عليه بالنواجذ.

محمد فضل علي - ادمنتون - كندا [email protected]