حسابات أميركا

TT

* تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «الإيرانيون إلى العراق!»، المنشور بتاريخ 17 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: إن خروج الوحدات العسكرية لا يعني زوال النفوذ الأميركي من العراق، بل إن تلك القوات أدت المهمة المنوطة بها، التي لم تكن سوى أحد مشاهد السيناريو المعقد الذي رسمت على أساسه خارطة الشرق الأوسط الجديد. وأنا لا أعتقد أن هناك عاقلا يمكن أن يصدق أن أميركا أخطأت الحساب ووقعت في ورطة باحتلالها للعراق، بحيث اضطرت لتسليمه لإيران والهرب بجلدها من تلك الورطة! إن مثل هذه الصورة لن تُصدق إلا إذا رأينا أميركا نفسها قد انهارت وتحولت إلى أقاليم متصارعة، لكن الحقيقة الماثلة أنها ما زالت أقوى دولة في العالم، ولها القول الفصل في كل أموره. لذلك فأغلب الظن أنها خرجت من الباب، وتحولت إلى الشباك تراقب استمرار تنفيذ ما خططته على الأرض متأهبة لمعاودة الدخول الحتمي بصورة أو أخرى، وذلك بعد أن توجه ضربتها المتوقعة لإيران. وهي تستغل غباء وحماقة قادة النظام، وتسخر الإعلام لرسم صورة عن الوضع العام، لتعطي المبرر لما سوف تفعله بها تماما كما حدث مع صدام وجيشه الرابع على العالم! واستحالة تورطها في مهاجمته خشية إحراق آبار النفط وتسببه بكارثة بيئية.. من ثم جعلتها مبررات للقضاء عليه. إن وجود سفارة من 15 ألف موظف يعني أن العراق ما زال وسيبقى تحت سيطرة أميركا.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]