مصر.. والتغيير السياسي السريع

TT

* تعقيبا على خبر «(الطرف الثالث).. قاتل المصريين»، المنشور بتاريخ 19 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: الطرف الثالث الذي لا يعرفه عوام المصريين والأغلبية الساحقة من المواطنين غير المنتمية حزبيا، حتى وأن أدلت بصوتها في الانتخابات، يتمثل في التعجل الذي صاحب العملية السياسية منذ اللحظات الأولى للانتفاضة المصرية التي سطت عليها الأقلية النشطة والمنظمة ونتيجة للضعف المتناهي الذي أظهره المجلس العسكري، واستجابته لكل أشكال الابتزاز التي قامت بها تلك الأقليات العقائدية وكل ما حدث في مصر وما سيحدث هو بسبب تعجل تلك الجماعات في تحقيق أهدافها في الاستيلاء على مصر بأسرع ما يكون، وإلا فكيف يجوز أن تكون الفترة الانتقالية في بلد بمثل حساسية وأهمية وخصوصية مصر عدة شهور؟ لو أردت أن تقيم وضعا جديدا في قرية صغيرة فعلى الأقل تحتاج إلى أكثر من عامين كفترة انتقالية، وحتى في هذه لا يجب أن تكون العملية السياسية على حساب قومية الدولة، وواضح من مجريات الأمور أن القوى المنتشية بنتائج الانتخابات الناقصة تريد أن تفرض واقعا معينا على الأرض يتيح لها السيطرة على كل الدولة المصرية لتتحول أرض الكنانة مهد الوسطية والجهاد القومي التي لم يبق في جسدها موضع لا يشهد لها بقوميتها وعروبتها وإسلاميتها إلى جزر طالبانية يسهل تدميرها من الداخل.

محمد فضل علي - كندا [email protected]