معنى جديد للديمقراطية

TT

* تعقيبا على مقال سمير عطا الله «مشاعل الجلبي ومنائر المالكي»، المنشور بتاريخ 24 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: المشكلة ليست في الأمة العراقية بجميع طوائفها، فالمشكلة لما يتعرض له العراق والكثير من الدول العربية من ذوي الشعارات الثورية، أن هذه الأمم لم يتسنَّ لها أن يحكمها شخص له من الوطنية والحرص على تقدم البلاد والعباد، ليرفع من مستواها الاجتماعي والثقافي قبل أي شيء آخر؛ بل كان حرص الحكام على تزيين وتلميع واجهاتهم المغبرة، وخلق أزمات وحروب ومؤامرات للقضاء على أي نفس مغاير. أما محور الصراع العربي - الإسرائيلي كان لهم نعمة وليس نقمة، فبهذا الصراع اختزلوا أي محور تقدمي وجعلوا من معاداتهم الكارتونية لإسرائيل خطا أحمر لا يمكن تجاوزه. فتحرير العراق والربيع العربي وما يجري في مصر وليبيا من تخريب وحرائق، يبين أن الديمقراطية احتلال الساحات وحرق المنشآت، وأن الصندوق الانتخابي مهما كانت درجة نزاهته فأول عمل للفائزين فيه هو تهميش بقية الفئات وإذلالهم. فربيعنا العربي الداخلي أو الأجنبي وأزهاره جاء قبل توفير اللقاح الاجتماعي لإنتاج زهرة السلام والمحبة والوفاء وقبول الآخر المختلف قوميا وطائفيا. فالأشواك والسرطان الانتهازي الحزبي والطائفي كانت لنا بالمرصاد وقضت على أحلامنا.

كاظم مصطفى - أميركا [email protected]