المراقبون.. «شاهد ما شافش حاجة»!

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «سوريا: اكتشفنا مراقبا عربيا!»، المنشور بتاريخ 1 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: كل ما يمكن استخلاصه من تداعيات الثورة السورية، أن الآخرين تعاملوا معها بخصوصية مثيرة للانتباه! إذ إن ما نشاهده من عمليات شد وجذب ومماطلة لا ينسجم مع حقيقة وواقع الأمر، فالشعب خرج ثائرا وبأغلبية، عكست حقيقتها كل وسائل الإعلام المرئية، كما أنها حظيت بتبني مختلف القوى العالمية المؤثرة والمعتبرة، أي إن الثورة وأهدافها وحقيقتها وحتمية إسقاطها للنظام في كل الاحتمالات أصبحت أمرا واقعا، لذلك لا أفهم لماذا يماطل العالم في تقديم يد المساعدة الفعلية للثوار كما حدث في ليبيا مثلا؟! ألا يحرك ضميرهم منظر الدماء الشابة وهي لا تنقطع عن النزيف؟! وكيف يبقى الضمير الإنساني صامتا عندما يرى شابا أعزل يسقط مضرجا بدمائه ويلفظ أنفاسه أمام الكاميرا وهو يهتف للحرية؟! يبدو أن تحركات الجامعة لا تتعدى القيام باستعراض صوري فقط لتثبت للآخرين أنها ما زالت موجودة! لكن الحقيقة أن تدخلها هو الذي أخر اتخاذ قرار دولي يمكن أن يلزم النظام بالاستسلام لإرادة الشعب، وهي بذلك تتحمل مسؤولية كل الدماء التي ستنزف تحت أنظار مراقبيها الذين يبدو أنهم «شاهد ما شافش حاجة» رغم أن ملايين غيرهم شاهدوا كل أنواع الفظاعة. حان الوقت لانسحاب المراقبين وتدويل الأزمة، فهو الحل الوحيد.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]