يتسترون تحت أسماء مستعارة ويشتمون رموز العراق الوطنية

TT

اطلعت على رسالة (د. عباس جواد الفضلي) في صحيفة «الشرق الأوسط »الغراء العدد الصادر يوم 13/10/2001، يرد بها على رسالة حمزة الكاظمي المنشورة في الصحيفة ذاتها يوم 9/9/2001، وقد وصلني هذا السجال متأخراً مع الأسف. أرجو أن يتسع صدر «الشرق الأوسط» التي عودتنا على السجال الديمقراطي، للملاحظات التالية أوجزها في ما يلي:

1 ـ استخدم الكاتب إسماً مستعاراً لان هذه الأقوال نفسها نشرت بين حين وآخر، في صحف أخرى وتحت أسماء مختلفة. فقد نُشرتْ نفس المقالة وبتغيير طفيف، قبل 4 سنوات في صحيفة «المؤتمر» العراقية التي تنشر في لندن،بتوقيع: محمد حامد شهيد، ثم نشر نفس الكلام في صحيفة «العراق الحر» اللندنية قبل شهرين بتوقيع د. جعفر صادق كبة ثم عاد ونشر نفس الكلام في صحيفة المؤتمر قبل شهر تحت إسم د. صادق جعفر أبو التمن..الخ. ونحن نعرف هذا الشخص جيداً. فهو من أيد بحماس بيان رقم 13 سيئ الصيت الذي أصدره عارف في اليوم الثاني من انقلاب 8 فبراير (شباط) 1963 والذي أباح فيه قتل الجماهير المقاومة للمؤامرة الاميركية.

2 ـ إن رسالة الفضلي تدل على جهله بتاريخ ثورة يوليو (تموز) وقادتها كما تحمل هجوما محموما على عبد الكريم قاسم. الطبقجلي لم يكن من خلايا جلولاء (وبالمناسبة ليست خلايا جلولاء بل تنظيم المنصورية الذي أسسه عبد الكريم قاسم) إذ كان الطبقجلي في الموصل. ويوم الثورة امتنع الطبقجلي عن الالتحاق بها بحجج واهية ولم يلتحق إلا في اليوم الثالث أي بعد أن تأكد من نجاحها. لم يقض قاسم على الطبقجلي وغيره وإنما هم الذين حاولوا قتل قاسم وبتآمر من جمال عبد الناصر كما هو معروف في اعترافات ومذكرات الناصريين أنفسهم (راجع مذكرات أكرم الحوراني). وقد أراد القوميون إلغاء الدولة العراقية وإلحاقها كمحافظة بمصر. ولم تكن هناك وحدة حقيقية بين مصر وسورية وإنما كانت عبارة عن وحدة مباحث يديرها عبد الحميد السراج، ومثل هذه الوحدة لا يمكن أن يضحي قاسم بالعراق في سبيلها، لذلك فشلت تلك الوحدة «العتيدة». 3 ـ ومن فرط حقده يتهم الكاتب قاسماً بأنه وقف ضد عبد الناصر أيام العدوان الثلاثي على مصر، لقد تناسى أن العدوان الثلاثي قد حصل عام 1956، أي عامين قبل ثورة 14 يوليو التي حصلت عام 1958. وهذا يدل على الجهل. فالحقد أعمى!! 4 ـ لم يتعاون قاسم مع الشيوعيين وإنما هب الشيوعيون لتأييد الثورة كبقية القوى الوطنية الأخرى التي أرادت الحفاظ على العراق كدولة وطنية وعدم التعجل بالوحدة الفورية. أما المجازر في الموصل فلم يبدأها الشيوعيون وإنما بدأها القوميون بمؤامرة الشواف وبتدبير من عبد الناصر. (راجع حنا بطاطو ومذكرات أكرم الحوراني). أما مجازر كركوك فكانت ناتجة عن صراعات عنصرية بين الأكراد والتركمان. وقد أدان قاسم هذه الأعمال وحكم على القائمين بها بالموت. ولما استلم القوميون السلطة ارتكبوا أبشع المجازر ليس بحق الشيوعيين والأكراد فحسب بل وحتى بحق رفاقهم القوميين. وهؤلاء الذين يذرفون دموع التماسيح على الطبقجلي ورفاقه، لم نسمع منهم أي إدانة لعبد الناصر في إعدامه سيد قطب والمئات الآخرين. كما بقوا ساكتين أيضاً عن المجازر الإرهابية التي ارتكبها نظامهم بحق الأكراد في مجازر الأنفال وحلبجة، لا بل يعارضون حتى ذكرها في المناسبات. نقول لهؤلاء ان الساكت عن الحق شيطان أخرس.