فرصة للديمقراطية العربية

TT

* تعقيبا على مقال سليمان جودة «المعركة المؤجلة»، المنشور بتاريخ 9 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: أعتقد أن ما أفرزته الانتخابات جعل كل القوى غير الإسلامية تتقوقع، إذ إنها تأكدت من أنها أقلية، وأن أي دور قد تمارسه ضمن العملية الديمقراطية سوف يكون غير ذي جدوى، بالإضافة إلى أنه من الممكن أن يعرضها إلى مزيد من المحاربة والتشهير من قبل الإسلام السياسي، الذي أصبح الآن رسميا في موقف قوي، لذلك فإن أغلب الظن أن انكماش الليبراليين أساسه مراهنتهم على فشل الإسلاميين في تحقيق وعودهم للناخبين، فيكتشف الناخب المصري أنه انخدع بخطاب الإخوان ويقوم بالبحث عن البديل، ليجد السياسي الليبرالي جاهزا لتقديم نفسه، على أساس أنه احترم رأي الناخب بالجولة الأولى، وأقر بهزيمته بروح رياضية، وأنه الآن مستعد لتقديم نفسه بديلا سياسيا قادرا على تحقيق طموحات الجماهير، وهذا الموقف برأيي المتواضع هو نتيجة التفكير السليم المنطقي والواقعي، ما دام الإسلام السياسي قد حقق أغلبية برلمانية فليترك ليحكم بمفرده «على شرط أن لا يسمح بتشريع دستور يحرم إجراء انتخابات حرة وأن يقوم الجيش بمراقبة وحماية العملية الديمقراطية»، لذلك فإن كان للانتخابات الحرة من فائدة فإنها ستسهم شيئا فشيئا في خلق وعي انتخابي لدى الناخب المصري البسيط، حيث لن يستطيع أحد خداعه بعد اليوم.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]