الخروج إلى الحرية

TT

* تعقيبا على مقال محمد الرميحي «تطهر من الأوهام أم زيادة الآثام؟»، المنشور بتاريخ 14 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: واضح طبعا أن آخر الكلام وأصدقه هو الخروج مع الحكم إلى الحرية وليس الخروج عليه، غير أن ذلك يستلزم درجة من الوعي والمسؤولية ليس من طرف الجماهير الغاضبة في الساحات والميادين التي يصل بها الغضب وقلة الحيلة إلى الانتحار احتراقا على نحو ما فعل المرحوم البوعزيزي وآخرون ضاقت بهم سبل الحياة، وإنما من طرف الحكم نفسه بما يتوافر له من نخبوية ولو محدودة، لكنها في النهاية تتيح له أن يفكر بطريقة مختلفة عن طريقة ماري أنطوانيت، لا سيما في عصر «تويتر» و«فيس بوك»، حيث الجماهير لا يجمعها الطبل ولا يفرقها العصا. كما آثر القول بذلك عن أحد أفراد بطانة السوء، وقد فطن لذلك بعض الزعماء ومنهم ملك المغرب الذي استبق الحدث بحس سياسي نادر المثال، في حين لا يزال بعض جيرانه يعارضون، استباقا للحدث ربما، أي خطة لإنقاذ الشعب السوري من جلاديه بعد أن قاموا بالواجب وأكثر في خذلان الشعبين التونسي والليبي خلال انتفاضتهما على الطغاة؛ لذلك فإن حقيقة الأمر هي ليست فقط كما قال الزميل الكاتب بمحدودية الخيارات، وإنما لا توجد هناك خيارات أصلا، والحل هو الخروج مع الحكم الذي يجب عليه أن يقوم بدور عراب التغيير أو الطوفان! علي الحميضي – فرنسا [email protected]