إيران تختبر صبر أميركا

TT

* تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «ويل لمن زاد إنتاجه!»، المنشور بتاريخ 16 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: لا أحد ينسى مقولة صدام الشهيرة التي ذكرها عام 1990 في خطابه بمناسبة ذكرى 17 يوليو (تموز) «قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق»، لكن سلوكه بعد ذلك أدى إلى قطع الأرزاق والأعناق معا! وها هو العراق وشعبه يئنان من ألف مرض وعلة وخوف وإرهاب وسقوط على كل المستويات، بسبب خلط في الحسابات، وحماقة وغباء سياسي، لكننا يمكن أن نجد ألف عذر لصدام لأنه لم يكن قد جرب غضب أميركا، وعندما استوعب الحقيقة كان الأوان قد فات وحبل المشنقة ملتفا حول رقبته، لكن إذا لم يتعظ حكام طهران بما جرى لصدام، فاللوم كله سيقع عليهم وسيتحملون كل المسؤولية الأخلاقية والتاريخية، لما سيحل بشعوبهم من أذى، فأميركا أكبر قوة في العالم وهي تفعل ما تريد وتعمل بشكل مستمر على حماية مصالحها، ولا تتوانى عن ارتكاب أي عمل من أجل تحقيقها، وهي يمكن أن تصبر كثيرا، لكن إن طفح الكيل فإنها تتصرف بقوة وقسوة وعنف كما فعلت في العراق وأفغانستان وحتى في بنما وغرينادا قبلها «في عهد ريغان»، لذلك فلا أعتقد أن الحماقة يمكن أن تدفع قادة إيران لاختبار صبر أميركا، لأن رد فعلها سيكون مناسبا للفعل، مما يعني أن هناك نتيجة واحدة حتمية، وهي قيامها بعمل عسكري قد يعيد إيران قرونا إلى الوراء.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]