شمشون.. يكرر المحاولة

TT

* تعقيبا على مقال غسان الإمام «المتغيرات التي حولت بشار إلى شمشون»، المنشور بتاريخ 17 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: لا بد أن الطريقة التي انتهى إليها القذافي حين رأى العالم كيف تحول لسانه السليط إلى توسل! أصبح هاجسا ما زال يتكرر وفي كل لحظة أمام الرئيس السوري، لذلك فإن «خيار شمشون» غير مستبعد على الإطلاق، بل هو مرجح، لذلك توجب على من بيدهم الأمر اتخاذ أقصى درجات اليقظة والحذر؛ لأنه إن ازداد حوله الخناق وأيقن بالنهاية فسوف تكون النتائج كارثية على الشعب السوري، وعلى كل من يمكن أن تصله شرارة النيران، لذلك فأغلب الظن أن هناك تحركات وتبادل آراء بين المعنيين بالأمر من أجل الوصول إلى حل معقول يختلف عن ذلك الذي طبق على ليبيا أو مصر وتونس، ويجب ألا نغفل حقيقة واضحة وهي أن النسيج الاجتماعي في سوريا والقيادة البعثية تجعل وضعه أقرب إلى المشهد العراقي الذي رغم أنه احتل من قبل أميركا وحلفائها فإنها لم تستطع أن تقضي على البعثيين تماما، بل كل الشواهد تدل على أنهم الآن يسيطرون على كل مفاصل الدولة العراقية، ويتلاعبون بالملف الأمني ويورطون الحكومة الطائفية في مغامرات خطرة، تمهيدا لإسقاطها، كل ذلك يوجب على عملية التخطيط لإسقاط النظام السوري أن تكون محكمة وألا يتكرر الخطأ الذي حدث في العراق حتى إن تم إسقاطه تكون جذوره كلها قد قطعت.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]