الديكتاتوريات الجديدة في المنطقة

TT

* تعقيبا على مقال عادل درويش «ديمقراطية ما بعد الثورة»، المنشور بتاريخ 21 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: إن ما حدث في مصر مجرد انقلاب للإطاحة بنظام مبارك ومنع التوريث وتسليم السلطة من الحزب الوطني لدعاة الدولة الدينية ممثلين في «الإخوان» والسلفيين، وهو مجرد انتقال نوعي من ديكتاتورية مدنية إلى أخرى دينية، وكما تفضلتم بأن الديمقراطية تحتاج إلى بنية أساسية وليست مجرد صناديق انتخاب تتحكم فيها العصبيات، ويتم التزوير بالبطاقة الدوارة وجمع الأصوات عن طريق الرشى، سواء المادية أو الرشى الدينية بالوعد بالجنة، تماما مثل إقناع المنتحر الذاهب لقتل نفسه وآخرين بحتمية الجنة ونعيمها، ففي مجتمعات تغلب عليها الأمية ونضطر إلى إعطاء رموز للمرشح لمن لا يستطيع القراءة والكتابة، يختار الناخب مرشحه بناء عن تلقين يتم خارج اللجان، وهو نوع من الغش الذي قاد وسيقود البلاد في المرحلة المقبلة، لقد أصر «الإخوان» على حذف كلمة الدولة المدنية واستبدالها كلمة دولة ديمقراطية بها في وثيقة السلمي لأنهم لا يعترفون بمدنية الدولة ويريدون التحكم المطلق في الحكم عن طريق صناديق الانتخاب وقدرتهم على مغازلة الأغلبية بناء على الخلفية الدينية للعامة، وتلك الصورة توضح الملامح الديكتاتورية للمرحلة المقبلة.

د. ماهر حبيب - كندا [email protected]